عشر سنوات على رحيل رامبو  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا عشر سنوات على رحيل رامبو  829894
ادارة المنتدي عشر سنوات على رحيل رامبو  103798
عشر سنوات على رحيل رامبو  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا عشر سنوات على رحيل رامبو  829894
ادارة المنتدي عشر سنوات على رحيل رامبو  103798
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
إعلانات تدفقات
منتدى تدفقات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» شرح بالصور لأهم أعطال ومراحل الصيانة سامسونج E250 و E250i و E251
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالثلاثاء يونيو 19, 2012 9:11 am من طرف goood

» تصوير فيديو نادر لمدة دقيقتين داخل الكعبة
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 6:23 am من طرف باسنت

» مسافرون على اوراق القصيد
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالسبت يونيو 25, 2011 6:04 am من طرف Admin

» المظاهرات في مدريد
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالسبت يونيو 11, 2011 6:12 pm من طرف عمادالدين

» رسائل الصدفات
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالجمعة يونيو 03, 2011 5:47 pm من طرف عمادالدين

» حمل اجمل الكتب
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالخميس مايو 26, 2011 2:49 pm من طرف عمادالدين

» البؤساء هوغو
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالإثنين مايو 23, 2011 7:29 pm من طرف عمادالدين

» شيفرة دافنتشي
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالإثنين مايو 23, 2011 7:23 pm من طرف عمادالدين

»  ذاكرة غانيات الحزينات
عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالإثنين مايو 23, 2011 7:20 pm من طرف عمادالدين


عرض خاص

مساحه إعلانيّه

عشر سنوات على رحيل رامبو  Button1-share

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 فاتحي مواضيع
عمادالدين
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
باسنت
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
الناي الحزين
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
Admin
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
asd
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
ديمة الشمري
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
ورد
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
rana
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
ظمأ العُمر
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
توفيق مخللاتي
عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10عشر سنوات على رحيل رامبو  Fff_bm10 
المواضيع الأكثر نشاطاً
مسابقة من هو الصحابي
**تدفقات روحانية **
سجل حضورك باجمل ابيات شعر
مسابقة شعرية
•!¦[• بــ/ــوح الصــ/ــورهـ •]¦!• ‏
** الشاعر السوري عمر الفرا**
يسعد صباحكم كلا على طريقته
يوتيوب قران
اشعار لكبار الشعراء
لأنك أنثى ولأنك رجل
استيل

 




 

 

 عشر سنوات على رحيل رامبو

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمادالدين
شهريار النثر
شهريار النثر
عمادالدين


mms : عشر سنوات على رحيل رامبو  Sw_1288226872_713
ذكر
مساهمات مساهمات : 665
10/02/2011

عشر سنوات على رحيل رامبو  Empty
مُساهمةموضوع: عشر سنوات على رحيل رامبو    عشر سنوات على رحيل رامبو  Emptyالسبت مارس 12, 2011 5:29 pm

مات في التاسعة عشرة من العمر
و كان له معبودان : لينون و برودسكي

عشر سنوات على رحيل رامبو روسيا المعاصرة
إيليا تورين I. TURIN
1980 - 1999

إعداد و ترجمة إبراهيم إستنبولي



و أنا أكسِّر الجليد بحالة نصف
هذيان في بلاط الليل ,
سوف أخرج قريباً , على الأرجح ,
عن سكة الدرب الدنيوي .
حين أنزل وحيداً ( لا يُسمَحُ لاثنين )
إلى الأعماق –
فمن ذا الذي سيصبح ملاكي ,
مَن الذي سيكون الإله ؟

شاءت الأقدار أن يخرج إيليا تورين عن الدرب الدنيوي باكراً جداً – في التاسعة عشرة من العمر . ولد في 27 تموز من عام 1980 في موسكو , و رحل عن هذه الدنيا في 24 آب عام 1999 و هو في أوج تفتّحه الإبداعي . و مع ذلك فقد استطاع أن ينجز الكثير خلال سنوات عمره القصير . لقد أبدع إيليا في أجناس أدبية مختلفة بدءاً بالشعر , مروراً بالمسرح و انتهاء بالأغاني تأليفاً و أداء .
هذا ما يتضح من كتاب " الرسالة " الذي أصدرته والدته بالتعاون مع بعض الأصدقاء و الذي يتضمن ما كتبه الراحل من قصائد بين عامي 1995 و 1998 , إلى جانب الراوية الشعرية " انفصام الشخصية " , و كذلك لوحات من مسرحية غير مكتملة , و كلمات الأغاني و الدراسات الفلسفية , إلى جانب المقالات النقدية ذات المضامين المتنوعة جداً : منها ما يتعلق بدراسة أشعار كل من توتشيف و برودسكي و مندلشتام , و أيضاً رسالة إيليا تورين إلى " نبي روسيا المعاصرة " الراحل الكساندر صَلجِينتْسين ( الحائز على جائزة نوبل للآداب ) , و غير ذلك من المقالات الفلسفية و الدراسات الاجتماعية .
لكن القدر لم يمنحه الوقت الكافي لكي يحقق جميع طموحاته .
كثيراً ما تناول موضوع الموت في كتاباته . فأن تكتب عن الموت – يعني أنك تفكر بالحياة . وهذا الموضوع يشكل عنصر جذب لكل من الفتوة و الشعر .

" لن يأتي المستقبل من دوني " – كتب إيليا تورين في إحدى أغنياته .
كانت تسيطر عليه مشاعر متناقضة , للوهلة الأولى , لكنها في واقع الأمر قريبة و مترابطة مع بعضها البعض , من مثل الإحساس العميق بالنهاية و بالتخوم التي يليها غموض كامل , و كذلك إحساس لا يقل عمقاً بعلاقته بكل ما هو قائم و سيكون , و بالثقة في دوره الخاص , و لكن غير المتبلور بعد في تلك العملية التي تدعى " الحياة " .
و أنت تقرأ مقالات الراحل تورين لا بد سيثير دهشتك نضجه المبكر , ذكاؤه المميز , حماسه و مقدرته على التعبير الدقيق عن أفكاره .
كل شيء يثير اهتمامه : مستقبل " الوطن الحتمي"- كما يدعو روسيا , و مصير الجيل , و تارة يعلّق على مقالة كتبها أحدهم بخصوص قصة الكاتب الروسي الشهير غوغَل " المعطف " . كما نجده يناقش بخصوص الطبع الروسي , و يكتب دراسة حول كتاب فيورباخ " جوهر المسيحية " . و ثمة مقالة فلسفية كتبها بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل يوسف برودسكي تتضمن أفكاراً مذهلة بعيدة عن أية توهّمات حول مصير الشاعر , لا يمكن إلا أن يندهش القارئ لحكمتها و بحيث لا يمكن التصديق بأن صاحبها فتى في السابعة عشرة من العمر .

و الآن لنقرأ ما كتبته السيدة أ. ميدفيديفا في كتاب " الرسالة " حول ابنها الراحل :


" و نحو الساعة التاسعة
صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً :
إلهي , إلهي ! لماذا تركتني ؟
إنجيل متى .

لقد ولدتُ إيليا بتاريخ 27 تموز عام 1980 في الساعة العاشرة و 24 دقيقة صباحاً . كان يوم أحد . و في يوم السبت الذي قبله كنا أنا و نيكولاي ( أبوه – المترجم ) ) قد تمشِّينا طويلاً في حديقة اسماعيلوف في موسكو و رحنا نناقش الخبر المفاجئ الذي سمعناه عشية ذلك اليوم : توفي فلاديمير فيصوتسكي . أذكر أنه خطرت ببالي أثناء الحديث فكرة ما فحواها أن روسيا الآن قد بقيت من دون شاعر. بعد انقضاء خمس عشرة سنة , وأثناء حديثي مع إيليا (الذي كان قد تجاوز مرحلة الشغف الشديد بأغاني فيصوتسكي التي كانت تصدح في بيتنا باستمرار) قلت له بين المزح و الجد : لم تستطع روسيا أن تبقى بلا شاعر لأكثر من يوم واحد . و ها هو قد ظهر .
و قبل أن أنتهي من موضوع التطابقات سوف أشير إلى معبودين اثنين عند إيليا : يوسف برودسكي و جون لينون . الأول كان قد بلغ الأربعين من عمره في 24 أيار من عام 1980 – و سن الأربعين حد مميز , كما هو معروف بالنسبة للشعراء الروس . و قد كتب برودسكي في ذلك اليوم أبياتاً ستصبح من أحبّ القصائد لإيليا فيما بعد :

... ها قد بلغتُ الأربعين .
ماذا يمكنني أن أقول عن الحياة ؟ تبين أنها طويلة جداً .
مع غصة فقط أشعر بالتضامن ,
و لكن طالما لم يملئوا فمي بالطين ,
فلن يخرج منه سوى الشكر و الامتنان .

و في أكتوبر من نفس العام سيبلغ لينون الأربعين و لكنه سوف يُقتَل بعد شهرين . و كان قائد الفرقة الموسيقية الأكثر شهرة في القرن العشرين ( بيتلز ) قد ألهَمَ إيليا لأن يؤسس فرقة موسيقية تحت اسم " صنبور إطفاء " و لكي يكتب الشعر الغنائي و أن يطلق ألبوماً باسم منتحل رائع " The Beatles again " يحتوي على أربع عشرة أغنية باللغة الإنكليزية .

إذن , ولد الطفل . كان لا بد من اختيار اسم له . سوف يكتب إيليا في أشعاره " الطفولية " حول ذلك ما يلي :

كانوا يريدون أن يسمّوه ميشيا ,
لكن أمّه الدقيقة في الحساب
و بعد أن تذكّرت البطل السلافي ,
أطلقت عليه اسم إيليا .

و بما أن هذا هو المكان الوحيد الذي يرد ذكري في إبداع إيليا , فسوف أسارع للتوضيح : نعم , كان ثمة مثل هذا الافتراض .. أن أسميه ميخائيل لأنه ولد في ذروة الألعاب الأولمبية في موسكو , و قد كان الدب ميشيا رمزاً لتلك الدورة . في الحقيقة لم يكن ثمة حساب في اختياري للاسم .. لكنني و أنا في دار التوليد بعد ولادة الطفل مباشرة انتابني إحساس داخلي بأنه : سيكون إيليا و فقط إيليا ! و فيما بعد فقط ربطت ذلك باسم البطل السلافي إيليا موروميتس لكي أهرب من الأسئلة الكثيرة التي واجهتها حول السبب في اختيار اسم يهودي صريح لابني في زمن لم تكن شائعة فيه مثل تلك الأسماء .
سأتجاوز الحديث – الشهادة عن طفولة إيليا الباكرة . و السبب أنه لا يوجد عندي أي تصور دقيق عن تلك الطفولة : فأنا لا أذكر أية " كلمات طفولية " نطقها إيليا , بل لم ينطق بمثلها بتاتاً . حتى إنني لا أتذكر أمراضه رغم أنها كانت موجودة لديه . الآن , و بينما أنا أراجع ذلك الشريط القصير من السنين , اكتشف أن سنواته كانت مزدحمة بالإبداع . فقد كان شعار الآباء المهووسين في سبعينيات القرن الفائت يعلن : " يجب على الطفل أن يتعلم السباحة قبل أن يمشي" .. إلا أنَّ هذا لم يحصل لأنه كانت لدى إيليا ( الناري ) علاقة متوترة جداً مع الماء طوال الوقت . لكنه نجح بكل ما للكلمة من معنى في معادلة " أن يرسم قبل أن يمشي " ..
بموازاة ذلك كان يقوم باستكشاف العالم .. لم يكن إيليا يطرح الأسئلة من نوع " لماذا " , بل كان يطرح أسئلة في صيغة أجوبة من نوع " السماء زرقاء لأنها ... " . و قد اختار في مسيرة إبداعه مساعداً اسمه الكساندر بوشكِن :

في سن الخامسة كان يفكر كثيراً ,
إذ لم يعرف " معركة بَلْتافا " و حسب ,
بل حتى أنه كان قد قرأها .
و بالتدريج صار يختار
درب الكاتب لنفسه ...

كم باكراً كان يشعر بموهبته ؟ أعتقد أن بلورة هذا الشعور لديه بدأت منذ الدقائق الأولى و لم تنقطع حتى آخر لحظة . و قد انعكست معاناته تلك في الكثير من قصائده :

إني أعرف موهبتي – و للقصيد المختصر
رحتُ أصلّي بنبرة حذرة ,
و عشتُ , كما الصخَبُ في بيت مهجور ,
كموجة في كأس حليب منسي ...

لم يكن يجذبه التعليم الأساسي الرسمي الذي كان يمتاز بالجمود و بأنه وُضع ليناسب العقول غير الإبداعية .. و بعد سبع سنوات من التعليم في مدرسة " إنكليزية "خاصة ( في عام 1993 ) أنتج خيال إيليا الخصب و المتعطش للبحث حكايةً تاريخية من جنس الفنتازيا بعنوان " قلعتا آل لارسكاييه " يدور حول عصر مُتخيل يحاكي الميثولوجيا مع تسلسل إيرارشي للحكام - رواية شعرية على شاكلة " الكوميديا الإلهية " لدانتي , التي كان إيليا قد قرأها للتو .. و قد أشار إلى ذلك بقوله فيما بعد : " لقد كتبتُ روايتين شعريتين : " قلعتا آل لارسكييه " و " انفصام الشخصية " ...
تم اتخاذ قرار بالتوقف عن الذهاب إلى المدرسة الرسمية . فقد كان بحاجة لوسط ثقافي و إبداعي مختلف . لذلك انتسب إلى معهد ملحق بالجامعة الروسية للعلوم الإنسانية . و على الفور تغير كل شيء : صار الفضاء أكثر اتساعاً , بدلاً من الجري منفرداً لمسافة قصيرة تمتد بين المدرسة و البيت , بدأت رحلات منتظمة يومية إلى حي سالانكا حيث يوجد المعهد أو إلى شارع البرافدا حيث المقر الرئيسي . راح إيليا يكتشف موسكو من تلقاء ذاته و راحت رحلاته في المدينة تطول أكثر و أكثر . ظهرت أماكن عزيزة بالنسبة له : شارع أرباط في المقام الأول . كما تعرّف على وجوه جديدة و نشأت لديه علاقات جديدة .
و في هذه الفترة بالضبط يلتقي مع عدد ممن يشاطرونه الرأي و يقررون تشكيل فرقة موسيقية باسم " صنبور إطفاء " .. فتجد موهبته الموسيقية و الغنائية اعترافاً في المعهد , اعترافاً غير رسمي لكنه أعمق و أصدق من أي اعتراف آخر , حيث راحوا يتناقلون أشعاره و يستمعون إلى أغنياته , كما تم نشر قصيدته الطويلة التي كتبها تحت تأثير الأمسيات و المشاوير في شارع أرباط في المجلة الأدبية الدورية المخطوطة " وجوه " .
و يقترب عام 1996 , الذي ستندلق الأشعار فيه كما السيل العارم , لكنها كانت بحاجة لمصدر دفع و تحريض ...
سبق و ذكرت أكثر الشعراء قرباً لإيليا : بوشكِن , برودسكي , و مَنْدِلشتام فيما بعد ... و لكل منهم تأثيره المختلف على إيليا . بوشكِن – المَثَل الأعلى و الكمال . " بوشكِن – اسم مستعار للإله " – سيكتب إيليا يوماً ما و بذلك يقول كل شيء . مندلشتام – صوت الزمن الهش و التراجيدي في غير أوانه . أما قصائد يوسف يرودسكي – مثل الخميرة بالنسبة لأشعار إيليا . كان إيليا سيكون شاعراً من دون يوسف برودسكي , لكنه صار شاعراً مع برودسكي بالضبط . مع أن " بركان " القصائد إنما بدأ بشكل حقيقي عند إيليا بعد وفاة برودسكي . كما لو أن الطبيعة استشعرت حدوث فراغ فحاولت ملؤه من جديد .

من دفتر يوميات إيليا :

13/ 01/ 96 : قرأتُ اليوم برودسكي .. و ضبطتُ نفسي أقارنه مع ذاتي ( لناحية القصائد ) . فعند برودسكي ثمة طيور في كل مكان , كما هو الحال عندي – مع الإلهة ؟!! ثمة تشابه ما بيننا أنا و الحائز على جائزة نوبل . يا لهول التفكير ...
28 / 01 / 96 : للتو عرفت أن برودسكي قد مات هذه الليلة , في نيويورك , أثناء النوم ... منذ الآن , سوف أشعر بالرهبة في داخلي في كل مرة انطق بهذا الاسم , كما لو أنني أستدعيه للعودة سالكاً درباً غير بشرية ...
29 / 01 / 96 أتوقف ( مؤقتاً ) عن التعاطي مع " اللاشيء " , لأنني أريد أن أكتب شيئاً مكرّساً ليوسف برودسكي .. نبشتُ الكتاب المقدّس بكامله و أخيراً وجدتها – " أحلام يوسف " .. هكذا سوف أعنْوِنُ القصيدة .
31 / 01 / 96 : لقد اختتم يوسف برودسكي كانون الثاني هذا و في نفس الوقت بدأه في صيغة " أجزاء الكلام " ( مجموعة شعرية لبرودسكي – المترجم ) على طاولتي .. إنه – في كل مكان , و هو يملأ كل ذرة الآن . و أنا أسعى لاستغلال هذه " الطاقة الذرية لبرودسكي " , لأن مثل هذه اللحظات تنقضي بسرعة . و هذا هو أول " حلم من أحلام يوسف " قد أصبح جاهزاً . انتظروه كما القنبلة الذرية .
29 / 02 / 96 : هذا الشهر – شهرنا أنا و برودسكي . لأول مرة أشعر بنفسي شاعراً بعد مرور عشر سنوات على كتابة أول قصيدة . هذا – في الخارج مني ؛ هذا – خارج الأربعة أرباع , التي لم يعد بإمكاني حشر نفسي فيها ؛ هذا – في الخارج ! قد يكون هذا – مجرد إيحاء ذاتي , لكنه على الأرجح – عَرَض . أشعر بالخضوع و الإدمان على حاستي السادسة ( و السابعة و الثامنة و هلم جرا ) , يجب ( و أشدد على يجب ) أن أكتب . و إلا فإني سأبقى إلى الأبد داخل المربع , داخل القرميد , هناك حيث " المرور ممنوع " ...
1 / 03 / 96 ارسم نفسي باستمرار – كإنسان عظيم ... كم كان الأمر رائعاً لو أنني أحمل معي دوماً " أجزاء الكلام " , و أن أجيب على الأسئلة بأنه " لطيف أن يكون لديك في جيبك – عالم آخر " ...
لكن عام 1996 يجلب معه أولى الخيبات . إذ اشتعلت عند إيليا فجأة حمى النشر – في مجلة أدبية مرموقة ! و قد كنت أنا المسؤولة عن ظهور هذه الحمى , انطلاقاً من علاقاتي الواسعة مع " الوسط الأدبي " و ما رافق ذلك من توهمات لدّي . باختصار , بعد أن أطلع رئيس تحرير مجلة أدبية معاصرة تهتم بنشر أشعار برودسكي على مختارات من قصائد إيليا , قال لي : " سوف ننشرها " ! و طلب مني صورة لإيليا و قام بدعوته لحضور أمسيات شعرية في البيت المركزي للأدب , لكنه لم ينشر شيئاً .. نفس الشيء تكرر مع صحيفة أخرى تربطني صداقة مع إدارة تحريرها . حيث وعدوا بنشر القصائد و طلبوا كتابة مقدمة . و هذا ما فعله إيليا و إنْ بعد طول تردد . لكنهم لم ينشروا أية قصائد . إذ تبين أن " المسؤول " عن الصفحة الثقافية في الجريدة لا يطيق سماع اسم برودسكي . و المختارات كانت , بالطبع , تبدأ " برؤى يوسف " ..
بعد ذلك بدأت مرحلة من العدمية عند إيليا .. إذ أن الفشل في نشر أشعاره – و هذا أمر طبيعي بالنسبة لأي شاعر مبتدأ – دفعه للتوقف عند مسألة جديدة : و ما هو الفكر الاجتماعي بالضبط , و أين تكمن قوته و ضعفه ؟ .. فيبدأ نشاطه كصحفي – حيث يكتب و ينشر دراسات و مقالات حول بعض المسرحيات و يقوم بزيارة بعض المعارض و الصالونات الموسيقية . أي أنه راح يدرس الموضوع من الداخل . و بعد مرور عام تحولت تلك الملاحظات و التحقيقات إلى أول لبنة في الشروع لكتابة عمل رئيسي بعنوان :" " ميكانيكا الفكر الاجتماعي "...
و فجأة يقرر إيليا أنه سيصبح طبيباً لأنه يرى في الطب جانباً فلسفياً و لأنه " أريد أن أساعد الناس و أعرف كيف " . و لكنه يتساءل : و هل الطب مهنة مناسبة للرجل ؟
شعرتُ بإحباط لا حدود له : فكل شيء كان يسير في اتجاه أنني : أمُّ شاعر ! و فجأة هذا الانقلاب المباغت . و إيليا إذا ما قرر شيئاً فسوف يفعله بلا تردد . ففي سن الثامنة اتخذ قراراً بالانسحاب من مدرسة الفنون لأنه اعتبر سفرَ مدرّسيه إلى إسرائيل " خيانة " بالنسبة له . و بنفس الطريقة يغادر فرقة " صنبور الإطفاء " بعد أول و آخر حفلة جماهيرية في 18 آذار من عام 1996 : و الهدف التفرغ كلياً لكتابة الشعر .
يسعى إيليا جاهداً للدخول إلى الأكاديمية الطبية الروسية ( معهد سيتشينَف ) لكنه يفشل في امتحان القبول . فيبدأ البحث عن عمل . مما يضطره للعمل في معهد ( سكليفوسوفسكي ) للإسعافات الأولية. فكدت لا أعرف ابني : يستيقظ في السابعة صباحاً ليصل المعهد في التاسعة حيث يبدأ عمله و هو توزيع الأدوية على المرضى , ليعود في الخامسة بعد الظهر . ( و من خلال الأحاديث القصيرة حول مائدة الغداء سمعت لأول مرة " بالعجائز " اللاتي نسينَ منذ زمن بعيد كل ما له علاقة بالعلم , و بقصة المستخدم – " النقّال " – الذي " لا وجه له " و الذي " ألْهَمَ " إيليا تأليف " أغنية المُستخدَم " ) .
و ماذا عن الأشعار ؟ لا أشعار جديدة . فبعد لوحات " شكسبيرية " مدهشة كان قد كتبها في دفتر يومياته مباشرة بدون مسودة خلال يومين فقط ( للعلم فقط , كان إيليا يقرأ شكسبير و بايرون باللغة الإنكليزية و يعرب أحياناً عن " عدم رضاه " عن ترجمة بَسْتِرناك لأنها لا تطابق الأصل ... ) – الصمت وحده سيد الموقف . و عند سؤالي " ألن تكتب الشعر بعد ؟ " , كان يجيب مازحاً " في حال طلب مني أحد ما من باب الصداقة ... " . و لكنني بعد عام و مصادفة اكتشف بين أوراقه قصيدة مكتوبة بعنوان " النهاية " : فيها يودّع إيليا الشعر بقسوة . مع أنه سيكون ثمة "خلجات" شعرية فيما بعد . إذ سأجد في دفتر يومياته بقايا لمجموعة كاملة من القصائد الفلسفية , لكن قصيدة " النهاية Final " ستكون لحد ما – آخر القصائد . " لقد جفّ ينبوع أشعاري السحري منذ زمن بعيد "– سيكتب إيليا في حزيران من عام 1999 .

اليوم الأخير
24 آب من عام 1999 أيقظتُ إيليا باكراً : كان عليه أن يصل إلى حي ستْراغينو في موسكو عند الساعة العاشرة . كما كان عليَّ أن أقوم ببعض الأعمال التحريرية . تناولنا الفطور سوية . كان إيليا عابثاً يميل للصمت . ثم لبس ثيابه و جمع أغراضه بسرعة , علّق الجيتار الكهربائي عبر كتفه , نظر في المرآة – ما زالت هذه " اللقطة " راسخة في مخيلتي – ثم اتجه نحو الباب الخارجي . مشيتُ وراءه : " متى ستعود ؟ " . رمى وهو عند الباب : " متى ؟ .. سوف أتأخر ... " – و ذهب في اتجاه المصعد .
لتعاستي , لم أكن مع إيليا في يومه الأخير و لم أرَ إيليا بعد تلك الدقيقة .
و لن أعرف أبداً ماذا حدث بالضبط في تلك الفترة الممتدة بين الساعة الثامنة و التاسعة من ذلك اليوم الأليم .
كما روى لي صديقه بيتر( بطرس ) , قررا أن يقطعا مسافة معينة سباحة في منطقة تسمى " خور النهر " ( يا له من اسم ! ) من نهر موسكو . لم يكن إيليا ماهراً في السباحة , لكن روح الشاعر المتحمسة التي أقنعت ذاتها و الآخرين بأنه يتقن ذلك بصورة ممتازة أبت أن تتراجع .
" لقد كان إيليا سعيداً تماماً آنذاك . و قد يكون هذا جعله ينسى الخطر " – ستقول لي فيما بعد والدة زميله بيتر . و أنا أثق بكلامها : إذ أن إيليا أمضى يومه الأخير في بيتها . و لاحقاً أقرأ في كتاب عن فرقة " بيتلز " كلمات مدير أعمال لينون : " لم أر في حياتي جون لينون سعيداً كما كان في آخر يوم من حياته " . و أنا من جديد أحني رأسي أمام حتمية المصادفات ...
1
رسالة

دعوا كل شيء . دعوا كل ما هو موجود :
خلفنا , فينا , فوقنا , أمامنا .
دعوا كل شيء : كما الموسيقى ,
كما هو ثأر الزجاج القاسي
من إطار النافذة .
دعوا كل شيء . دعوا الضوء أولاً –
في كل تجلياته : في الشموع
و خلف الشموع ,
و خلف أولئك الذين ليسوا موجودين ,
و لكن – يجب الاعتقاد , أنهم سيكونون .
دعوا كل شيء . دعوا اليوم – للعيون ,
و نهايته – للشفاه التي قالت " آمين " .
دعوا الليل : فهو سيتذكركم ,
و قد نسي ذاته الممتلئة بكم .
و كل شيء سوف يبقى .
و فقط الساعة , و هي تعدو بسرعة إلى الأمام ,
سوف تهمس : ألفا , بيتا ...
اوميغا . انتهى .
دعوا التوقيع –
و دعوا الضوء .
لكن لا تطفئوا النور .
1996
2
صنبور إطفاء

و أنت تمشي في شارعٍ باسم السماء ,
تشاهد ركنَ كلِّ القديسين ,
حيث دقَّ مسماران أعوجين صدئيَن ,
و عليهما قد علِّق بيتي الوحيد .
أحيا سعيداً في ذلك البيت ,
مع أن العفش مجرد خرطوم لا أكثر .
بيتي – صندوق أحمر على حائط أبيض ,
بيتي – صنبور إطفاء .
حين أعود من العمل , أندس
عبر الباب المفتوح بصعوبة بالغة جداً .
لن يدرك أحد مهما حاول أن يقيس بالمتر
كم هو فسيح بيتي – الصندوق الأحمر .
أحيا سعيداً في ذلك البيت ,
مع أن العفش مجرد خرطوم لا أكثر .
بيتي – صندوق أحمر على حائط أبيض ,
بيتي – صنبور إطفاء .
1994

3

قرين القمر


في يوم مشمس عند قاعدة الجسر
كانا ينامان كمشردين ابنا السماء ,
أحدهما كان يكبر المسيح عاماً ,
و آخر كان قرين القمر .
استيقظا و راحا يتحدثان ,
و قد فرشا الخبز و الخمر على جريدة .
و كان هذا الجدل الصغير كما بدا
حلاًّ لما نبحث عنه من زمن بعيد .
آه .. ها , قرين القمر !
تجادلا مطولاً ؛ و الشهر - عظاءة
سكب بتأنٍّ آخر القطرات
في كأسهما المُضلّع الذي بدا عادياً –
كأس الملوك في الأرض القديمة .
كان النهر يعكس الليلة الصيفية ,
و قد انحلاّ فيه أبنا السماء :
للوهلة الأولى : عجوزان اثنان عاديان –
قرين المسيح و قرين القمر .
آه .. ها , قرين القمر !
1996
4
أنا - بوشكِن

في الأمس عرفت : أنا – بوشكِن ,
و مع هذه الفكرة
أتسكع في الدنيا كما
المجنون ,
و لكل واحد أقول :
في الأمس عرفت : أنا – بوشكِن ,
أنا – بوشكِن .
في الأمس رأيت رؤيا –
لا أذكر ما هي بالضبط ,
و ماذا كانت تتضمن بالتحديد .
لكن النتيجة واضحة للعيان :
في الأمس عرفت : أنا – بوشكِن ,
أنا – بوشكِن .
أنا لا أطلب المال
و لا أريد النشر ,
بما أنه يكفيني تماماً
ذلك الوعي إياه :
في الأمس فهمتُ : أنا – بوشكِن ,
أنا – بوشكِن .
و لكن الباقي
( كل ما تبقى )
لن أفهمه أبداً .
1998
5
بلا عنوان
...
...
لا يمكن أن نتذكركم غيابياً ،
يا أحياء الطفولة . فالبيت بالنسبة للعابر
صار يعادل الحزن ، لأنه يعرف فيه
كلا المدخلين :
الأول الرئيسي ، يُشَاهد رويداً ،
كما لو أن فيه ألم مذ كان جنيناً –
لكن الشيء ذاته يتحول إلى ألم ،
عندما يكون بإمكاننا التنبؤ بالباب الثاني .

مختصراً وضع الأساس في ذاته
و مختتماً البيت بالباب –
هو يدخل الذاكرة جانباً ، كما الأعمى
الذي يبحث عن عصاه .

6

لا تنهض : لقد جئتُ مع القصائد ،
إنها لأجل السمع و اليدين .
ليس النغم ما يموت . بل نحن – نهمد –
و نموت . يا لها من حلقة رقائقية .
لأنه – هل ستفهم ؟
ليس ثمة من سؤال عند الموت :
" إلى أين سأصل " ؟ ،
و ليس ثمة من أرض :
الإله فقط أو الأبالسة ،
الجنة فقط أو جهنم . و نحن في جهنم .
فالموت – ليس موظفاً إدارياً
و هو لا يوزع المفاتيح :
فالكل موتى . بل هو منظِّم
لدرجة الصوت . إذا كنت تريد – فأدره .

كم مدهش ، كيف إننا نحرك
الأدوات بحماس !
و من بينهم – ذاك أيضاً .
الطقس يسوء . يتساقط الثلج ،
فهيا ساعدني .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عشر سنوات على رحيل رامبو
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات تدفقات (الادبيه) :: الادب العالمى-
انتقل الى: