كثيرة هي المواقف التي نراها في مجتمعنا والتي تحدث مع الكثيرين ممن لا يحبون
التدخل في شؤونهم الشخصية وحتى أننا نشاهد الفضول لدى بعض الأشخاص
الذين يحاولون التحدث والسؤال عن بعض الأمور التي لا يحق لهم معرفتها ..
فأحياناً يكون أحدنا جالس في إحدى الحدائق ويقرأ جريدة أو كتاب فيأتي شخص
ويجلس بجانبه مع أنه يوجد مقاعد خالية ويبدأ بالحديث معه عن حرارة الجو أو برودته
وحتى أنه يفتح معه حديث شخصي خاص به مع أنك لا تعرفه ولم تسأله عن نفسه
فما دخلك بحرارة الجو ومن قال له أنك على معرفة بالأرصاد الجوية لتناقشه ..
ومن يفتح معك حديث عن أنه لا يجد وظيفة ويقضي نهاره بالحديقة ليتسلى فهل يبدو
من شكلك أنك صاحب شركات أو مسؤول وقادر على توظيفه أو أنك تحمل بيدك
طلبات توظيف للمواطنين .. وبعضهم يعترضك بالشارع ويطلب منك أن تعطيه
جوالك ليجري مكالمة ضرورية وفي النهاية تكتشف أن مكالمته كانت مع شخص
عادي تأخر عن موعده أو تحدث مع فتاة لأنها لا ترد عليه من جواله وتدخل
أنت في مشاكل طويلة ولا أحد يصدق أنه ليس لك علاقة به .. ومن يتصل بفتاة
ويدعي أنه أخطأ في الرقم ويفتح معها موضوع معين أو يقول لها أعجبني صوتك
وأتمنى أن أتعرف عليكي .. وأحياناً بساعات متأخرة من الليل أو حتى في ساعات
الصباح الأولى تجد نفسك مستيقظاً على صوت جوالك ويكون شخص فاضي البال
وسهران ويريد أن يتسلى ويدق أي رقم لعله يكون لفتاة وترد عليه فيقول لك
أخطأت بالرقم فهل من المعقول أن يحدث مثل هذا الغلط وبهذا الوقت المتأخر ..
ومن يفتح معك تحقيق عن شخص ما ويستفسر عنه وكل هذا لمجرد الفضول
ومعرفة أموره الشخصية والحياتية وماذا يأكل ويشرب وعلاقته مع أهله وزوجته
وكل هذا عادي بنظره ويقول لك من باب التسلية والحديث ولكي يملي وقته فهو
يشعر بالملل .. ووهناك العديد من المواقف التي نتعرض لها يومياً ولا أعرف
إن كان لهذه الدرجة هناك أشخاص لا يعرفون كيف يملون وقتهم بشئ مفيد ونافع
بدلاً من أن يتسلوا بالناس وبالحديث عن أمور شخصية لا تعنيهم والتدخل بحياتنا
وبحرياتنا الشخصية ومهما كانت بسيطة بنظرهم إلا أنها تزعجنا وتصل الأمور
إلى مشاكل معهم بسبب تطفلهم وفضولهم .. فلكل شخص حريته الشخصية
ولا يجب التحرش والتدخل بهذه الخصوصية إلا إذا هو قد سمح بالتحدث عن أموره
الخاصة وهذا طبعاً يحدث مع رفاقه ومع القريبين منه ومن يهمه هو معرفة هذه الأمور
عنه .. وليس مع كل شخص أراد التسلية بالحديث ليشبع رغباته الفضولية ولكي
يرضي عاداته الحشورية بالناس وأنا لا ألوم من يكتب في محله عبارة .. إذا لم يكن لديك
عمل فدعنا نعمل .. ومثل هؤلاء الأشخاص الفضوليين والحشوريين علينا تطنيشهم
وعدم الإجابة على أحاديثهم لعلهم يحسون بغلاظتهم ودمهم الثقيل علينا ..