كثر في الملتقى الحديثُ في الشذوذ والمثليين والمقلوبين والخصيان والمرد والبُشت وصفاتهم وهيئاتهم وأدبهم وشعرهم وقصائد نثرهم كثرة رأينا معها أن نلقي بعض الضوء على تاريخ هذه الظواهر وموقف الأديان والثقافات القديمة منها، في سياق مقارن لتعميم الفائدة!
في الثالث من ديسمير من سنة 2009، قال الكاردينال المكسيكي الذي كان يحتل – حتى وقت قليل مضى - منصبا رفيعا في الفاتيكان: خافير باراغان (Javier Barragan)، ما نصه:
"ليست المثلية والسحاق من الفطرة، إنما يصبح بعض الأشخاص مثليين وسحاقيات نتيجة للتربية الناقصة أو لتطور ناقص للشخصية". وأضاف: "لن يدخل المثليون والسحاقيات ملكوت السماء أبدا".
الكاردينال خافير باراغان
المصدر:
http://joemygod.blogspot.com/2009/12...-barragan.htmlوقد فجر الكردينال المكسيكي بتصريحه هذا قنبلة كبيرة وسبب للفاتيكان حرجا كبيرا، ذلك أن الغرب اليوم قنَّن اعتبار المثلية والسحاق أمرا طبيعيا .. لذلك سارع الفاتيكان وأدان تصريح الكاردينال خافير باراغان بقوة على لسان مسؤول الفاتيكان الإعلامي فيديريكو لومباردي (Federico Lombardi) الذي قال بالحرف:
"صحيح أن الكنيسة تعتبر المثلية والسحاق شذوذا، لكنها لا تعلمنا أنه لا مكان للمثليين والسحاقيات في ملكوت السماء .. إن موقفنا بوضوح مطلق هو أننا لا نرى أي سبب لتمييز المثليين والسحاقيات"!
والعجيب في كلام الفاتيكان هذا أنه يُشَذِّذ المثليين من جهة، ولا ينفي إمكانية حصولهم على مكان في ملكوت السماء من جهة أخرى، وينفي عن نفسه بشدة تهمة أن يكون - أي الفاتيكان - سببا لتمييز المثليين لمثليتهم لأن ثمة قانونا أوربيا عاما يمنع منعا باتا تمييز المثليين والسحاقيات ويعاقب عليه.
وأما كيف يوفق الفاتيكان بين قول المسؤول الإعلامي فيديريكو لومباردي (Federico Lombardi) الذي يزعم أن الكنيسة لا تعلمه ألا مكان للمثليين في ملكوت السماء، وبين قول القديس بولص في رسالته الأولى لأهل كورنثوس (الإصحاح 6 الآيتان 9 و10): أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ، فهو سؤال لا ينبغي له أن يشغلنا في التعليق عليه الساعة ..
جاء في سفر اللاويين، الإصحاح 18 الآية 22: وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. وجاء أيضا في سفر اللاويين، الإصحاح 20 الآية 13: وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.
إذن ليست هذه الصفحة للتعبير عن آرائنا في المثلية والسحاق وغير ذلك - فهذه معروفة فيما أظن - بل يراد لها أن تكون مجمعا لآراء الديانات والثقافات القديمة والحديثة في ظاهرة المثلية والسحاق والقلب للمقارنة بهدف تكوين رؤية شاملة في الموضوع ..